العربية خارج القائمة: جوجل تُبهر بدعم لغات جديدة في "الوضع الذكي"

في خطوة نحو تعزيز انتشار الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة جوجل عن توسيع نطاق دعمها اللغوي لميزاتها الجديدة مثل Gemini (جيميني) و AI Mode (الوضع الذكي). وتُعَد هذه الخطوة مهمة لتمكين ملايين المستخدمين حول العالم من الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة بلغاتهم الأم. ورغم الإعلان عن إتاحة هذه الميزات للعديد من اللغات الأوروبية والآسيوية، إلا أن قائمة اللغات المدعومة حاليًا تُثير تساؤلاً كبيرًا لدى الناطقين بالعربية: لماذا غابت اللغة العربية عن القائمة؟


اللغات الجديدة المدعومة

تشمل اللغات الجديدة التي أضافتها جوجل دعمًا لـ "الوضع الذكي" وبعض ميزات جيميني، لغات مثل الإسبانية، الألمانية، اليابانية، الكورية، البرتغالية، وغيرها. يتيح هذا الدعم للمستخدمين كتابة الأوامر والحصول على إجابات مباشرة من الذكاء الاصطناعي بلغتهم، مما يُسهّل عليهم البحث، وتلخيص النصوص، وحتى كتابة رسائل البريد الإلكتروني بشكل آلي.

يأتي هذا التوسع بعد نجاح تجربة الميزات في اللغة الإنجليزية، ويُظهر التزامًا من جوجل بجعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي متاحة على نطاق أوسع.

تحديات اللغة العربية وتساؤلات المستخدمين

تُعتبر اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدث بها مئات الملايين من الأشخاص. ورغم ذلك، لا يزال دعمها في العديد من التقنيات الحديثة محدودًا أو يأتي في مرحلة متأخرة. يمكن أن تُعزى أسباب هذا التأخير إلى عدة عوامل:

  • التعقيد اللغوي: تتميز اللغة العربية بتنوعها وثرائها، بما في ذلك اللهجات المتعددة وقواعد الصرف والنحو المعقدة، مما يُشكل تحديًا كبيرًا لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
  • ندرة البيانات عالية الجودة: على الرغم من وجود كم هائل من المحتوى العربي على الإنترنت، إلا أن البيانات المنظمة والمُصنفة والمُعدة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي قد لا تكون متوفرة بنفس القدر مقارنة باللغات الأخرى.
  • الأولوية السوقية: غالبًا ما تُعطي الشركات التقنية الكبرى الأولوية للغات التي تستخدم في أسواق رئيسية ذات قوة شرائية عالية، وقد لا تُعتبر المنطقة العربية من أولويات هذه الشركات في المراحل الأولية.

هل سيأتي الدعم قريبًا؟

على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي، إلا أن هناك أملًا كبيرًا في أن تضيف جوجل دعم اللغة العربية في تحديثات قادمة. فمع تزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية، يُتوقع أن تُدرك الشركات أهمية توفير هذه التقنيات للمستخدمين العرب.

تبقى خطوة جوجل الحالية إيجابية على صعيد التوسع العالمي، ولكنها في الوقت نفسه تُسلّط الضوء على الفجوة الرقمية التي لا يزال يعاني منها المتحدثون باللغة العربية، والذين ينتظرون بفارغ الصبر الحصول على نفس الميزات والفرص التي يتمتع بها مستخدمو اللغات الأخرى.

تعليقات