فيسبوك وإنستغرام: هل سندفع مقابل الاستخدام؟

في الآونة الأخيرة، أعلنت شركة Meta، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام، عن خططها لطرح اشتراكات مدفوعة للمستخدمين. هذه الخطط تشمل ميزات جديدة ومتقدمة، مثل إمكانية الوصول إلى محتوى حصري وإزالة الإعلانات.

ميتا تخطط لطرح اشتراكات مدفوعة للمستخدمين

في مؤتمر للمستثمرين في أكتوبر 2022، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة Meta، مارك زوكربيرغ، عن خطط الشركة لطرح اشتراكات مدفوعة للمستخدمين. هذه الخطط تشمل ميزات جديدة ومتقدمة، مثل:

  • إمكانية الوصول إلى محتوى حصري، مثل مقاطع فيديو ومحتوى أصلي من المبدعين.
  • إزالة الإعلانات.
  • ميزات إضافية، مثل القدرة على إنشاء مجموعات خاصة أو الوصول إلى ميزات قبل طرحها للجمهور.

التأثير على المستخدمين

إذا تم طرح هذه الاشتراكات، فستمنح المستخدمين خيار دفع مقابل الوصول إلى ميزات ومحتوى إضافي. هذا قد يوفر للمستخدمين تجربة أفضل، ولكنه قد أيضًا يحد من وصول الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الاشتراك.

محتوى حصري وإزالة الإعلانات.. هكذا ستتغير فيسبوك وإنستغرام

لا يزال من غير الواضح متى سيتم طرح هذه الاشتراكات أو كيف ستكلف. ومع ذلك، من المهم أن تكون على دراية بهذه الخطط المحتملة حتى تتمكن من اتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كنت تريد الاشتراك أم لا.

في هذه المقالة، سأحاول تقديم نظرة عامة على هذا الموضوع، والإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة به، مثل:

  • ما هي خدمة SNA أو عدم الاشتراك في الإعلانات؟
  • كم ستكلف هذه الخدمة المستخدمين؟
  • ما هي ردود فعل المستخدمين والمنظمين على هذه الخطة؟
  • ما هي التحديات والفرص التي تواجه شركة ميتا في هذا المجال؟
  • ما هو مستقبل فيسبوك وإنستغرام في ظل التغيرات التكنولوجية والقانونية؟

ما هي خدمة SNA أو عدم الاشتراك في الإعلانات؟

خدمة SNA أو عدم الاشتراك في الإعلانات هي خدمة تسمح للمستخدمين بالوصول إلى فيسبوك وإنستغرام دون أي إعلانات، مقابل دفع رسوم شهرية12. هذه الخدمة تستهدف المستخدمين الذين يرفضون منح موافقتهم لشركة ميتا لاستخدام نشاطهم الرقمي لعرض إعلانات مخصصة لهم12. هذه الموافقة أصبحت ضرورية بعد قرار صادر عن المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز 2023، والذي يطبق قانون حماية البيانات العام (GDPR) بشكل أكثر صرامة12.

كم ستكلف هذه الخدمة المستخدمين؟

بحسب تقارير صحفية، فإن شركة ميتا تخطط لفرض رسوم تتراوح بين 6 و13 يورو شهرياً (أي بين 7.5 و16.5 دولار أميركي) للاشتراك في خدمة SNA12. الرسوم تختلف باختلاف نوع الجهاز (حاسوب أو هاتف محمول) وعدد الحسابات المرتبطة12. كما تأخذ الشركة في الاعتبار العمولات التي تفرضها متاجر تطبيقات أبل وغوغل على الدفعات داخل التطبيق12.

ما هي ردود فعل المستخدمين والمنظمين على هذه الخطة؟

ردود الفعل على خطة شركة ميتا لطرح خدمة SNA متباينة بين المستخدمين والمنظمين. بعض المستخدمين يرحبون بفكرة دفع رسوم مقابل تجربة خالية من الإعلانات، ويعتبرونها حلاً لحماية خصوصيتهم وسيادتهم على بياناتهم3. بعضهم الآخر يرفضون دفع أي رسوم إضافية، ويعتبرون أن الإعلانات جزء لا يتجزأ من نموذج الأعمال لشركة ميتا، وأنها توفر لهم محتوى ذي قيمة وصلة بينهم وبين المنتجات والخدمات التي تهمهم3.

بالنسبة للمنظمين، فإن بعضهم يشككون في قانونية خطة شركة ميتا، ويرون أنها تشكل نوعاً من التهديد أو الابتزاز للضغط على المستخدمين للموافقة على استخدام بياناتهم لأغراض الإعلانات12. بعضهم الآخر يقولون إنه يجب على شركة ميتا احترام قرارات المحكمة الأوروبية، وألا تفرض رسوماً غير معقولة على المستخدمين الذين يختارون حقهم في حظر استخدام بياناتهم12.

ما هي التحديات والفرص التي تواجه شركة ميتا في هذا المجال؟

شركة ميتا تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، فهي تحاول الحفاظ على مصدر إيراداتها الأساسي، وهو الإعلانات المستهدفة، في ظل تغيرات قانونية وتكنولوجية سريعة12. فالشركة تخسر جزءاً من سوقها الإعلانية أمام منافسين جدد، مثل “سناب شات” و"تيك توك"، الذين يجذبون فئات عمرية أصغر وأكثر نشاطاً3. كما تتعرض لضغوط من جانب المستخدمين والجهات التشريعية والإعلامية لزيادة شفافيتها ومسؤوليتها عن محتوى وسائطها الاجتماعية، ومعالجة قضايا مثل انتشار الأخبار الزائفة والتلاعب بالانتخابات وانتهاك حقوق الإنسان .

ولكن شركة ميتا تمتلك أيضاً فرصاً كبيرة للابتكار والتطور في هذا المجال، فهي تستثمر بشكل كبير في مجالات جديدة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى خلق تجارب اجتماعية جديدة للمستخدمين . كما تسعى إلى توسيع نطاق شبكتها العالمية من خلال إطلاق مشاريع لتوفير خدمات الإنترنت للمناطق التي لا تمتلكها، مثل مشروع “أكويللا” للطائرات بدون طيار . بالإضافة إلى ذلك، تحاول شركة ميتا استقطاب المزيد من المستخدمين والمعلنين من خلال تقديم خدمات مخصصة للاحتياجات والثقافات المحلية في أسواق نامية مثل إفريقيا وآسيا .

ما هو مستقبل فيسبوك وإنستغرام في ظل التغيرات التكنولوجية والقانونية؟

لا يمكن التنبؤ بمستقبل فيسبوك وإنستغرام بدقة، فهما يعتمدان على عوامل عديدة خارجة عن سيطرة شركة ميتا، مثل ردود فعل المستخدمين والمنظمين والمنافسين على خططها وإستراتيجياتها. لكن يمكن القول بأن فيسبوك وإنستغرام سيواجهان تحديات متزايدة في الحفاظ على جاذبيتهما وقيمتهما في سوق وسائل التواصل الاجتماعي المتغير باستمرار، والذي يشهد ظهور منصات جديدة ومبتكرة تلبي اهتمامات وتوقعات المستخدمين الجديدة . لذلك، سيحتاجان إلى التكيف مع التغيرات التكنولوجية والقانونية بسرعة وذكاء، والاستفادة من قوتهما وخبرتهما في بناء مجتمعات عالمية متصلة، والابتكار في تقديم خدمات ومحتوى ذات جودة عالية وقيمة مضافة للمستخدمين والمعلنين .

خلاصة

في هذه المقالة، حاولنا تقديم نظرة عامة على موضوع فيسبوك وإنستغرام: هل سندفع مقابل الاستخدام؟ والإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة به، مثل:
  • ما هي خدمة SNA أو عدم الاشتراك في الإعلانات؟
  • كم ستكلف هذه الخدمة المستخدمين؟
  • ما هي ردود فعل المستخدمين والمنظمين على هذه الخطة؟
  • ما هي التحديات والفرص التي تواجه شركة ميتا في هذا المجال؟
  • ما هو مستقبل فيسبوك وإنستغرام في ظل التغيرات التكنولوجية والقانونية؟
وجدنا أن هذا الموضوع مهم ومثير للاهتمام، خاصة بعد أن أعلنت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، عن خططها لطرح خدمة اشتراك شهري للمستخدمين الأوروبيين الذين يرفضون السماح باستخدام بياناتهم لأغراض الإعلانات المخصصة. هذه الخطوة تأتي في ظل تشديد قواعد الخصوصية والمنافسة في الاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى حماية مصدر إيرادات الشركة الرئيسي. لكنها تثير أيضاً تساؤلات حول قانونية وأخلاقية هذه الخطة، وردود فعل المستخدمين والمنظمين عليها، والتحديات والفرص التي تواجه شركة ميتا في هذا المجال، والتأثير المحتمل على مستقبل فيسبوك وإنستغرام في ظل التغيرات التكنولوجية والقانونية.

آمل أن تكون قد استفدت من قراءة هذه المقالة.

العلامات:
فيسبوك إنستغرام ميتا اشتراكات مدفوعة ميزات جديدة محتوى حصري إزالة الإعلانات التجارب الجديدة فيسبوك وإنستغرام مدفوع محتوى حصري على فيسبوك وإنستغرام ميزات جديدة لفيسبوك وإنستغرام ميتا تسعى لجني المزيد من الأموال
تعليقات