كيف استغلت آبل Bing لزيادة دخلها من جوجل؟

هل تعلم أن آبل كانت تستخدم Bing كورقة مساومة للحصول على أموال أكثر من جوجل؟ هذا ما كشفه مسؤول تنفيذي في مايكروسوفت في شهادته خلال المحاكمة المنعقدة بشأن مكافحة الاحتكار ضد جوجل في واشنطن. وفي هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذه القصة الغريبة، وكيف كانت آبل تستغل محرك البحث Bing لزيادة دخلها من جوجل.

ما هي صفقة آبل وجوجل؟

صفقة آبل وجوجل هي عقد يقضي بأن تكون جوجل هي محرك البحث الافتراضي في متصفح سفاري على أجهزة آبل، مثل آيفون وآيباد وماك. وبمقتضى هذا العقد، تدفع جوجل لآبل حصة من عائدات الإعلانات التي تحصل عليها من خلال عمليات البحث التي ينفذها المستخدمون على أجهزة آبل. وهذه الصفقة تعود إلى عام 2003، وتم تجديدها عدة مرات.

ولا يزال المبلغ الدقيق الذي تجنيه آبل من صفقة جوجل سريًا، لكن وزارة العدل الأمريكية أشارت إلى أنه يتراوح سنويًا بين أربعة مليارات دولار وسبعة مليارات دولار، في حين يقدر المحللون أنها تجمع سنويًا ما بين 15 مليار دولار و 20 مليار دولار. وتتولد الإيرادات عندما ينقر المستخدمون على الإعلانات في نتائج البحث.

ولكن لماذا تدفع جوجل هذه المبالغ الضخمة لآبل؟ السبب هو أن جوجل ترغب في الحفاظ على سيطرتها على سوق البحث عبر الإنترنت، وخصوصًا على الهاتف المحمول، حيث تشكل أجهزة آبل نسبة كبيرة من المستخدمين. وإذا فقدت جوجل هذه الصفقة، فإنها قد تخسر حصتها في السوق، وإيراداتها من الإعلانات، وبيانات المستخدمين التي تستخدمها لتحسين خدماتها.

كيف كانت آبل تستخدم Bing لمساومة جوجل؟

Bing هو محرك بحث يديره شركة مايكروسوفت، وهو منافس لجوجل في سوق البحث. وكانت آبل تستخدم Bing كبديل محتمل لجوجل في متصفح سفاري، وكانت تجري مفاوضات مع مايكروسوفت لهذا الغرض. ولكن هل كانت آبل جادة في الانتقال إلى Bing؟

الإجابة هي لا. وفقًا لشهادة ميخائيل باراخين، رئيس قسم الإعلانات وخدمات الويب في مايكروسوفت، فإن آبل لم تكن تنوي حقًا تغيير محرك البحث الافتراضي في سفاري، بل كانت تستخدم Bing كورقة مساومة للحصول على أموال أكثر من جوجل. وقال باراخين: “ليس سرًا أن آبل تجني المزيد من الأموال من Bing الموجود مقارنة باستخدامه. نحن نحاول دائمًا إقناع آبل باستخدام محركنا للبحث”.

وأضاف باراخين أن مايكروسوفت اجتمعت مع آبل في عام 2021 لمناقشة الانتقال المحتمل إلى Bing، دون تحقيق أي تقدم. وأشار إلى أنه من غير الاقتصادي بالنسبة لمايكروسوفت أن تستثمر المزيد في التكنولوجيا لسوق البحث عبر الهاتف المحمول دون الحصول على ضمانات مهمة وثابتة للتوزيع.

وأكد باراخين أن آبل كانت تستغل فكرة الانتقال إلى Bing لزيادة قوتها التفاوضية مع جوجل، وأنها كانت تشير إلى أنها قد تغير رأيها في أي وقت. وقال: “آبل كانت تستخدم Bing كورقة مساومة. كانوا يقولون: ‘إذا لم تدفع لنا هذه المبالغ، فسنذهب إلى Bing’”.

ما هي الآثار القانونية والسوقية لهذه الصفقة؟

صفقة آبل وجوجل هي جزء من دعوى قضائية رفعتها وزارة العدل الأمريكية ضد جوجل في أكتوبر 2020، تتهمها بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار. وزعمت الدعوى أن جوجل استخدمت عقودها مع شركات مثل آبل وسامسونج وLG لإغلاق سوق البحث عبر الإنترنت، وحرمان المستهلكين من اختيارات أخرى، وخنق المنافسة، وإضعاف الابتكار.

ولكن جوجل نفت ادعاءات الحكومة، وأرجعت نجاحها إلى جودة خدماتها، وأشارت إلى أن المستخدمين يختارون محركها للبحث بإرادتهم،واصلت الدعوى بالقول إن جوجل تمنع الشركاء من التعامل مع المنافسين، وتمارس ضغوطًا عليهم لتفضيل خدماتها، وتدفع لهم مبالغ ضخمة للحفاظ على هيمنتها. وطالبت الدعوى بإنهاء هذه العقود، وإجراء إصلاحات هيكلية لمنع جوجل من التحكم في سوق البحث.

ولكن ما هي الآثار السوقية لهذه الصفقة؟ هل تستفيد آبل فقط منها، أم أن هناك فوائد أخرى للمستخدمين والمنافسين؟ بعض الخبراء يرى أن هذه الصفقة تحسن جودة خدمات البحث على أجهزة آبل، وتضمن استقرارها وأمانها. كما يرى بعضهم أن هذه الصفقة تشجع على التعاون بين آبل وجوجل في مجالات أخرى، مثل التطبيقات والخرائط والذكاء الاصطناعي. وبالإضافة إلى ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه الصفقة تفتح المجال لظهور محركات بحث جديدة أو مختلفة، مثل DuckDuckGo أو Ecosia أو Bing، التي تقدم خيارات بديلة للمستخدمين.

ولكن هل ستستمر هذه الصفقة في المستقبل؟ هذا يعتمد على نتيجة المحاكمة المستمرة ضد جوجل، وعلى رغبة آبل في التغيير. فإذا قضت المحكمة بأن جوجل تنتهك قانون مكافحة الاحتكار، فقد تضطر إلى إنهاء صفقتها مع آبل، أو تغيير شروطها. وإذا قررت آبل أن تستخدم محرك بحث آخر، فقد تخسر جزءًا كبيرًا من دخلها من جوجل، لكن قد تحسن صورتها كشركة مستقلة ومبتكرة.

العلامات:

مايكروسوفت آبل جوجل Bing صفقة البحث محاكمة مكافحة الاحتكار سفاري ويندوز 11 متطورة للذكاء الاصطناعي التعلم الآلي نتائج البحث
تعليقات