من الدردشة إلى إنتاج الفيديو.. تطبيقات الذكاء الاصطناعي تدخل عهدًا جديدًا

يشهد عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) تحولاً جذرياً، حيث لم يعد دوره مقتصراً على مجرد الدردشة وكتابة النصوص، بل انتقل إلى مرحلة الإبداع الذاتي المرئي والسمعي. هذه المرحلة الجديدة تميزت بالانتقال من النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) إلى النماذج متعددة الوسائط (Multimodal Models)، التي تستطيع فهم وتوليد المحتوى عبر النصوص والصور ومقاطع الفيديو معاً.

1. ثورة إنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي

القفزة الأكبر والأكثر إثارة هي في مجال توليد الفيديو. أصبح بإمكان المستخدمين الآن إنشاء مقاطع فيديو واقعية وديناميكية من مجرد وصف نصي بسيط، مما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع والإنتاج الإعلامي.

  • Google Veo 3: نموذج متقدم لإنشاء مقاطع فيديو عالية الجودة (تصل إلى 8 ثوانٍ)، يتميز بالواقعية والدقة في الحركة، مع دمج الصوت تلقائياً. يتيح لأي شخص إنتاج محتوى احترافي سريع دون خبرة.
  • Runway (Gen-3 Alpha): رائدة في صناعة الفيديو الإبداعي. التحديثات الأخيرة حسنت بشكل كبير من جودة الفيديو وتفاصيل الحركة وتنوع المشاهد المعقدة.
  • OpenAI Sora: نموذج صمم لإنشاء مقاطع فيديو طويلة ومعقدة من نص بسيط، مع فهم دقيق لفيزياء العالم الحقيقي.
  • Kling Ai و Pika Labs: أدوات متنافسة تقدم قدرات توليد مقاطع احترافية، تدعم الانتقال من الصور والنصوص إلى فيديو متكامل بحركة وإضاءة متناسقة.

2. تطور الدردشة إلى الأنظمة المندمجة

نماذج الدردشة لم تتوقف عند الردود النصية، بل أصبحت أكثر قدرة على التفاعل واتخاذ الإجراءات، مع الميل نحو الاندماج الكامل في الأنظمة التشغيلية.

  • الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط: نماذج مثل Gemini و GPT-4 يمكنها فهم السياق من خلال الصور، والصوت، والنص معاً، وتقديم مخرجات متنوعة.
  • الوكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents): المستقبل يتجه نحو **الذكاء الاصطناعي التوكيلي** الذي يمنح النماذج سلوكاً **استباقياً** وقرارات ذاتية لإنجاز مهام معقدة.
  • الاندماج في أنظمة التشغيل: تطبيقات مثل Microsoft Copilot مدمجة الآن في أنظمة التشغيل وأدوات الإنتاجية، حيث يمكنها تلخيص النصوص الطويلة وتحسين جودة المكالمات.

3. التحول من المساعدة إلى الإبداع الذاتي

يُشير هذا العهد الجديد إلى أن الذكاء الاصطناعي انتقل من كونه أداة مساعدة بسيطة إلى شريك فاعل في عمليات الإبداع والإنتاج الإعلامي.

  • الأتمتة الإبداعية: يمكن للذكاء الاصطناعي الآن أتمتة مهام إبداعية معقدة، مثل تصميم الأفكار الهندسية والمعمارية، أو إنشاء فنون بصرية فريدة.
  • النماذج مفتوحة المصدر: تساهم الشركات مثل Meta بنماذج مثل Llama 4 التي تدعم تقنية **"مزيج الخبراء" (Mixture of Experts)**، مما يوسع قاعدة المطورين ويسرع وتيرة الابتكار.
تعليقات